تساقط الشعر: أسبابه الخفية وحلول فعّالة لاستعادة جمال الشعر

نبذة عن هذه المشكلة الصحية

سقوط الشعر

فقدان الشعر من أكثر المشكلات شيوعًا التي يعاني منها الكثيرون على مستوى العالم. على الرغم من أنه يعد جزءًا طبيعيًا من دورة نمو الشعر، فإن تساقطه بكميات مفرطة يمكن أن يكون مدعاة للقلق، خاصةً عندما يؤثر على المظهر الخارجي والثقة بالنفس. في هذه المقالة المفصّلة، سنناقش بالتفصيل أسباب تساقط الشعر، مضاعفاته، طرق تشخيصه، خيارات العلاج المتاحة، وأهم النصائح للوقاية منه. تتساقط الشعر هو مشكلة تواجه العديد من الأشخاص، وقد تؤثر على المظهر والصحة النفسية بشكل كبير. ومع ذلك، من المهم إدراك أن هذه الظاهرة قد تكون طبيعية في بعض الحالات، ولكنها قد تشير إلى مشاكل صحية أو بيئية في حالات أخرى.

مراحل فقدان الشعر

تساقط الشعر هو عملية طبيعية تحدث عند انتهاء دورة حياة الشعر. تتكون دورة حياة الشعر من ثلاث مراحل:

مرحلة النمو (Anagen)

 حيث ينمو الشعر بمعدل 1-1.5 سم شهريًا، وتستمر هذه المرحلة من سنتين إلى ست سنوات.

مرحلة الانتقال (Catagen)

تمتد لأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهي مرحلة قصيرة تتوقف فيها بصيلات الشعر عن النشاط.

مرحلة الراحة (Telogen)

 تستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وفي نهايتها يتساقط الشعر ليبدأ نمو جديدا. في العادة، يتساقط حوالي 50 إلى 100 شعرة يوميًا، وهذا أمر طبيعي ولا يثير القلق. ومع ذلك، إذا لاحظت تساقط كميات أكبر أو وجود بقع فارغة في فروة الرأس، فقد يكون السبب أعمق ويحتاج إلى تدخل طبي.

أسباب تساقط الشعر الظاهرة والخفية

تتعدد أسباب تساقط الشعر وتختلف باختلاف الأشخاص. إليك أهم الأسباب الرئيسية: 

استخدام المستحضرات الكيميائية الضارة

يستخدم العديد من الأشخاص مستحضرات مثل صبغات الشعر، ومواد تفتيح اللون، ومواد التمليس، التي قد تحتوي على مكونات قاسية تضعف بصيلات الشعر. يؤدي الاستخدام المتكرر لهذه المنتجات  إلى تقصف الشعر وتساقطه. يُفضل استخدامها باعتدال والحرص على ترطيب الشعر بعدها لتقليل الضرر.

الصلع الوراثي (الثعلبة الذكرية الشكل)

الصلع الوراثي هو السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر، وينتقل عبر الجينات من الأم أو الأب. يظهر الصلع الوراثي لدى الرجال في مقدمة الرأس والجزء العلوي، بينما تعاني النساء من ترقق الشعر دون فقدانه بالكامل. يمكن الحد من تأثيره باستخدام العلاجات المبكرة مثل المينوكسيديل أو زراعة الشعر.

الثعلبة البقعية

هي مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر في بقع مستديرة صغيرة على فروة الرأس. يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر عن طريق الخطأ و يتسبب بالثعلبة البقعية. يُنصح دائما بالتوجه إلى طبيب مختص للحصول على علاج مناسب مثل حقن الكورتيزون.

تساقط الشعر الكربي

ينتج هذا النوع من التساقط عن ضغوط نفسية أو جسدية كبيرة، مثل العمليات الجراحية، الحميات الغذائية القاسية، أو الأمراض الحادة. يتوقف هذا النوع من التساقط تلقائيًا بعد عدة أشهر. يُفضل التركيز دائما على التغذية السليمة والراحة النفسية لتسريع التعافي.

 سعفة الرأس

هي عدوى فطرية معدية تؤدي إلى تساقط الشعر وظهور بقع قشرية على فروة الرأس.  يجب استخدام أدوية مضادة للفطريات بوصفة طبية.

هوس نتف الشعر (Trichotillomania)

اضطراب نفسي يدفع المصاب إلى نتف شعره بشكل قهري، مما يؤدي إلى فراغات في الشعر. العلاج النفسي ضروري للتغلب على هذا السلوك.

اضطرابات هرمونية جديدة

بالإضافة إلى المشكلات الهرمونية التقليدية مثل الغدة الدرقية، يمكن أن تتسبب اضطرابات هرمونية نادرة مثل زيادة هرمونات الكورتيزول (متلازمة كوشينغ) في تساقط الشعر. إذا ترافق التساقط مع زيادة الوزن أو تغيرات في الجلد، ينبغي إجراء فحوص شاملة.

نقص العناصر الغذائية الدقيقة

النقص في النحاس، الزنك، أو الأحماض الأمينية قد يؤدي إلى ضعف بنية الشعر. ليس الحديد فقط مهمًا، بل أيضًا النحاس والزنك لتعزيز الكولاجين الضروري للشعر.

 الأمراض الجلدية المزمنة

مثل الصدفية أو التهاب الجلد الدهني، التي قد تعيق نمو الشعر وتؤدي إلى تساقطه بسبب الالتهاب المستمر في فروة الرأس. و العلاج هنا يكمن في استخدام علاجات موضعية مثل الستيرويدات الخفيفة أو الشامبو الطبي.

مضاعفات تساقط الشعر

إذا لم يتم علاج تساقط الشعر بشكل مناسب، قد يؤدي إلى عدة مضاعفات نذكر منها ما يلي :

  • ظهور بقع صلعاء دائمة.
  • تأثير سلبي على الصحة النفسية.
  • ضعف جودة الشعر الجديد، إذا استمر السبب دون معالجة.

كيف يشخص تساقط الشعر؟

تشخيص متقدم لتساقط الشعر

اختبار السحب (Pull Test): يختبر سهولة تساقط الشعر.

خزعة فروة الرأس: قد تكون ضرورية لتحديد ما إذا كان السبب وراثيًا أم التهابيًا.

تصوير الشعر الرقمي (Trichoscopy): تقنية حديثة تُستخدم لرؤية فروة الرأس والبصيلات بشكل دقيق.

تشخيص آخر

بالإضافة إلى الفحوص التقليدية المذكورة:

  • لتحديد السبب وراء تساقط الشعر، يقوم الطبيب بعمل فحوصات مثل:
  • التاريخ الطبي: لفهم العوامل الوراثية أو الأمراض المزمنة.
  •  فحص فروة الرأس: للكشف عن العدوى أو التهابات الجلد.
  • تحاليل الدم: للكشف عن نقص الفيتامينات أو مشاكل الغدة الدرقية.
  •  اختبارات الشعر: لتحليل نمط التساقط ومرحلة النمو.

علاجات تساقط الشعر

تتوفر العديد من العلاجات التي تناسب الحالات المختلفة:

العلاجات الدوائية

  • المينوكسيديل: يُستخدم لتحفيز نمو الشعر ومنع تساقطه.
  • الفيناسترايد: يُستخدم لعلاج الصلع الوراثي عند الرجال.

العلاجات الطبيعية

  • تدليك فروة الرأس بزيت جوز الهند أو زيت الأرغان لتحفيز الدورة الدموية.
  • استخدام جل الصبار لتغذية فروة الرأس. 

العلاجات الجراحية

زراعة الشعر: تُعد خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من الصلع الدائم.

 التغذية السليمة

تناول الأطعمة الصحية و الغنية بالبروتينات، الحديد، والفيتامينات مثل البيوتين وفيتامين D يحافظ على صحة الشعر.

العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)

تتضمن حقن البلازما الخاصة بالمريض في فروة الرأس لتحفيز البصيلات وتحسين جودة الشعر. هي ميزة جديدة تُستخدم لتحسين النتائج بجانب زراعة الشعر.

 العلاج بالضوء منخفض المستوى (LLLT)

 هو علاج آمن وفعال لتحفيز نمو الشعر عن طريق تحسين الدورة الدموية لفروة الرأس باستخدام أشعة ليزر منخفضة الطاقة.

الأعشاب التقليدية المطوّرة

إلى جانب الزيوت الطبيعية و الصبار والبصل، تُستخدم أيضا أعشاب أخرى في علاج تساقط الشعر مثل الجينسنغ والزنجبيل حيث تساهمفي تعزيز نمو الشعر، حيث وُجد أنها تحفز الدورة الدموية وتمنع تساقط الشعر.

العلاج بتقنيات الميكروبليدينج للصلع الموضعي

تقنيات حديثة لتلوين فروة الرأس، لكي تظهر بشكل طبيعي وتخفيف من مظهر الصلع.


طرق الوقاية من تساقط الشعر

الوقاية التقليدية 

  • الاعتناء بفروة الرأس: اغسل الشعر بانتظام باستخدام شامبو مناسب لنوع الشعر.
  • التقليل من التوتر: مارس الرياضة أو التأمل لتقليل الضغوط النفسية.
  • الابتعاد عن المنتجات الكيميائية: اختر منتجات طبيعية أو طبية للعناية بالشعر.
  • تناول المكملات الغذائية: لتعويض أي نقص في الفيتامينات.
الوقاية الموسعة

إلى جانب النصائح السابقة:
  •  تجنب التعرض المفرط للحرارة حيث أن استخدام مجففات الشعر وأدوات التصفيف بكثرة يؤدي إلى إضعاف بنية الشعر، لأن استخدام هذه الأجهزة تولد حرارة منخفضة، وتطبيق منتجات واقية للشعر.
  •  تحسين نوعية النوم لأن قلة النوم قد تؤدي إلى اضطراب هرمونات النمو وتجدد الأنسجة، مما يؤثر على الشعر. و النصيحة هنا نم 7-8 ساعات يوميًا لتحسين دورة نمو الشعر.
  • ممارسة الرياضة لأنها تحسن الدورة الدموية وتخفف من الإجهاد، مما يساعد على تقوية بصيلات الشعر، الرياضات مثل اليوغا أو التمارين الهوائية تعزز تدفق الدم إلى فروة الرأس.

حلول فعالة لاستعادة جمال الشعر

  • تقشير فروة الرأس: استخدام مقشرات خاصة مرة أسبوعيًا لتنظيف الفروة من الدهون المتراكمة وتحفيز البصيلات.
  • الماء الفاتر: استخدام الماء الساخن يسبب جفاف الشعر، بينما يُفضل غسل الشعر بماء فاتر.
  • تبديل الوسائد: استخدام وسائد حريرية يقلل من احتكاك الشعر أثناء النوم.

الخاتمة

تساقط الشعر هو مشكلة تؤثر على المظهر والثقة بالنفس، ولكنه في الغالب يمكن السيطرة عليه باتباع نظام صحي متكامل واستشارة الطبيب عند الحاجة. العناية بفروة الرأس والشعر ليست مجرد رفاهية، بل هي استثمار في صحتنا العامة. أنا أعتقد أن تساقط الشعر يجب ألا يُنظر إليه على أنه نهاية الطريق، بل كبداية للبحث عن نمط حياة أكثر صحة. الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، والحفاظ على التوازن بين الصحة الجسدية والنفسية هو المفتاح الأساسي لشعر قوي وصحي.تساقط الشعر يمكن التغلب عليه باتباع عادات جديدة واستخدام تقنيات مبتكرة. المفتاح هو العمل على الوقاية واستشارة المختصين عند الحاجة. الشعر جزء من هويتنا، والاهتمام به يعزز ثقتنا بأنفسنا.

المراجع

واب طيب بتصرف.
- المقالة التالية - المقالة السابقة
لايوجد تعليقات
    إضافة تعليق
    comment url