العناد عند الأطفال: كيف تحوّل التحدي إلى قوة إيجابية؟

 لمحة عامة عن العناد

العناد عند الأطفال: كيف تحوّل التحدي إلى قوة إيجابية؟

العناد عند الأطفال: كيف تحوّل التحدي إلى قوة إيجابية؟


العناد هو سلوك شائع بين  الأطفال و المراهقين، و هو الرفض المتكرر و مقاومة التوجيهات و التعليمات. تتنوع أشكال العناد فتظهر على شكل جدال، تذمر، الإصرار على تطبيق آرائهم و وجهة نظرهم. العناد ينتج لأسباب عديدة منها السعي للإستقلالية أو التعبير عن متطلباتهم الغير ملباة، أو تقليدهم لأشخاص من البيئة المحيطة. يمكن للعناد أن يكون ردة فعل طبيعية في مراحل الطفولة أو حتى المراهقة المبكرة. أساليب التعامل مع هذا السلوك ترتبط بفهم دوافع الطفل أو المراهق، و من ثم التعامل معه بهدوء و تفكير، باستخدام حوار إيجابي ،باستخدام سياسة المكافئة مثلا. إذا كان العناد يؤثر كثيرا على الحياة اليومية فمن الأفضل إعطاء الطفل حرية الإختيار ضمن ضوابط واضحة. لكن الأمر قد يتطلب استشارة أخصائي نفساني.

مظاهر العناد

من أشكال العناد عند الطفل التمسك برأيه بشدة، والجمود في التفكير، مما يثير الدهشة، ويصيب الأهل بالحرج لهذا العناد وصلابة الرأي، فالطفل مثلا لا يريد أن يستمع لتوجيهات الكبار، ولا يحب أن يفعل إلا ما يريده هو، حتى لو كان ذلك الفعل غير سليم، أو لا يتماشى مع المنطق والعقل.هناك أيضا أمور ضرورية لا يتقبلها الطفل مثل النظافة، وغسل الوجه، والاستحمام، وتناول كوب الحليب، والنوم في الموعد المحدد. يتشبث الطفل العنيد برأيه رافضا توجيهات الكبار، وقد يكون هذا الأمر مقبولا في مرحلة الحضانة، لكنه غير مقبول في مراحل العمر التالية للطفل. بعض الآباء والأمهات يعتبرون هذا العناد دليلا على قوة شخصية الطفل، ولكن الحقيقة أن هذا الفهم خاطئ لسلوك طفلهم، لأن أسلوب العناد غير السوي يعبر عن ممارسات سلبية تبعد الطفل عن التفاعل الاجتماعي السليم.

إذا فالعناد ليس تعبيرا عن احترام الذات بقدر ما هو أسلوب يعبر عن المشاكسة ،حيث يرتبط العناد بالقسوة والعدوانية، فنلاحظ أن بعض الأطفال الذين يتصفون بالعناد تبدو عليهم ميولات عدوانية وكذلك بعض القسوة، ويتجلى ذلك من خلال  تصرفاتهم الغير أخلاقية فنراهم تارة يمزقون الملابس، وتارة يحطمون التحف الغالية، أو يعتدون على الحيوانات، أو يستخدمون الأشياء استخداما سيئا فيشوهون بها الجدران في المنزل أو المدرسة، وهذه التصرفات الغريبة قد تجعل الطفل يشعر بالقوة ويفخر بنفسه، و هذا ما  يجعل الصغار أيضا يلجؤون لمثل هذه التصرفات ، يقلدون الكبار في قسوتهم، أو يميلون إلى السيطرة أو الإعلان العنيف عن ذاتهم.

طريقة تحويل التحدي إلى قوة إيجابية 

و يكمن ذلك في طريقة تعامل الأبوين مع الطفل في مراحله العمرية من الرضاعة إلى المراهقة :

التعامل مع العناد عند الرضيع والمراهق 

عادة ما يواجه الوالدين صعوبة كبيرة في التعامل مع طفلهما في سنواته الأولى، لأنه في تلك المرحلة لا يستطيع التعبير عن ما يريده أو ما يشعر به إلا بالصراخ والبكاء، ولابد من تحديد السبب الرئيسي لهذا البكاء ، ويمكن اتباع بعض النصائح لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل الرضيع العصبي مثل:

  • لفه أو تقميطه مما يجعله يشعر وكأنه داخل الرحم مما يعطيه الشعور بالأمان.
  • استخدام اللهاية، أو تجاهل السلوك حيث يبدي نجاحاً في الأعمار من 1 إلى 2 سنة إذ أن عدم اهتمامك بالسلوك يجعله تدريجياً يتوقف عن فعله.
  • وضعه في حامل أمامي، وهزه ببطء، أو وضعه على كرسي هزاز أو أرجوحة.
  • تشغيل بعض الأصوات مثل: صوت المكنسة أو مجفف الشعر أو المروحة، وتوجد الكثير من التطبيقات التي تحتوي على تلك الأصوات، أو يمكن أن تغني له.
  • تحميم الطفل ويمكن إضافة بعض قطرات من الروائح التي تهدئه مثل: صابون اللافندر أو البابونج، كما يمكن تدليكه باستخدام زيوت الأطفال.

  • الحفاظ على أخذ وقت القيلولة في النهار، وتجنب الأصوات العالية والضوضاء أثنائها، والتي لا يجب ألا تزيد 3 ساعات.
  • ملاحظة الوقت الذي يبكي فيه كثيراً وتدوينه في مذكرة يومية، ومحاولة معرفة السبب وسؤال الطبيب للتأكد من وجود علاقة بينهما.
  • التأكد من أنه لا يعاني من الحرارة الزائدة، وتغطيته بنفس عدد طبقات الملابس التي ترتديها.
  • الحرص الدائم على نظافته وتغيير الحفاض باستمرار، وعدم تركه أكثر من 3 ساعات.
  • التحقق من عدم وجود علامات تدل على الجوع مثل: تحريك قبضة يده إلى فمه.
  • التحقق من عدم معاناته من الحمى، ومن الغازات بوضعه على بطنه للتخلص منها.
  • عدم تركه فترة طويلة مع جليسة الأطفال، وعدم التسوق به داخل متجر مزدحم لفترات طويلة.

  • الاستماع للمراهق العصبي باهتمام والتعرف على أفكاره، وعدم إجباره على فعل شئ معين إذ أن ذلك يزيد من عناده وتمرده، ويمكن استخدام فكرة الاختيارات من خلال جعله يختار بين شيئين أو ثلاثة، كما يمكن التفاوض معه للوصول إلى حل يرضيكما معاً بدلاً من إعطائه الأوامر.
  • تجنب أسلوب التهديد الكاذب، واستخدام أسلوب الحزم فلا التساهل الشديد أو الشدة التامة.
  • استخدام الأسئلة الذكية التي تكون إجابتها نعم، وتعزيز الجانب الإيجابي من خلال التركيز على سلوكياته الإيجابية وبالتالي سيعتاد فعلها كي يصبح محور اهتمام، وكذلك استخدام أسلوب المدح والمكافأة عند تغير سلوكه عن المعتاد وإظهاره بسلوكاً جيداً.
  • الحنان الأسري حيث الاحتواء بالاحتضان وإظهار الاهتمام والحب له، وتقبله كما هو واحترامه وعدم إهانته وإعطائه الثقة بالنفس، وعدم التحدث في الخلافات الأسرية أمام الطفل العصبي إذ أنه يقلد ما يرى.
  • إقرار الشعور لدى الطفل ومساعدته عن التعبير عنه بالكلمات التي يفهمها، واحترام مشاعره من خلال السماح له بفعل جميع الأشياء التي يستطيع فعلها، وتفهمها من خلال تخيل نفسك في مكانه.
  • عدم تكليفه بما لا يستطيع فعله وقسم له المهام، واجعله يتعلم بالتجربة إذا أصر على فعل شئ.
  • الحفاظ على روتين يومي قدر المستطاع إذ يصبح الطفل معتاد على بعض الأمور الهامة له مثل: وقت النوم والمذاكرة، والاستعداد للتعامل مع تقلبات طفلك بهدوء.
  • الابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى إثارة غضبه وعصبيته مثل: التسوق في أوقات قيلولته.

التعامل مع الطفل كثير البكاء

يقل البكاء عند الأطفال مع تقدمهم في السن نظراً لقدرتهم على التعبير عن ما يريدونه، ولكن قد يظل الطفل يستخدم البكاء كي يعبر عن ما يريد، ويمكنك اتباع بعض النصائح التالية للتعامل مع الطفل كثير البكاء:

  • عدم التعامل مع سلوكه على محمل شخصي ومساعده كى يهدأ سواء بتعليمه تغيير مكانه أو بشرب الماء أو بالدخول إلى غرفته أو بالاحتضان،.
  • التحدث معه عندما يهدأ والاستماع باهتمام إلى سبب بكائه، وعدم إنكار مشاعره بقول لا تبكي.
  • استخدام طرق لتعليمه للتعبير عن ما يريد غير البكاء حسب عمره.
  • عدم مبادلته بالصراخ ومعاقبته بالضرب لأنه سيزيد من بكائه.
  • تشتيت انتباهه، وإيجاد بديلاً في حالة إصرارك على رفض شئ.
  • عدم تلبية طلباته في حالة استخدام البكاء كوسيلة للضغط.

أسباب العناد عند الأطفال

يعد العناد سلوكًا شائعًا لدى الأطفال، و أسبابه ترتبط ببيئة الطفل وجوانب نفسية وسلوكية. ومن بين هذه الأسباب، توترالعلاقات الأسرية التي تشعر الأطفال بعدم الأمان أو الاستقرار في بيئتهم المنزلية. يمكن أن يؤدي التوتر بين الوالدين أو بين الوالدين وأولادهم إلى ظهورسلوكيات عنيدة للتعبير عن مشاعرهم أو لجذب انتباه الأهل.
كذلك، المعاملة ذات الانضباط الكبيراتجاه الأبناء يؤدي إلى ظهور سلوك عنيد. فعندما يتعرض المثل هذه المعاملة، يحاول التعويض عن الشعور بالضغط أو القهر من خلال اتسامه بالعناد الذي يتخذه كنوع من الاحتجاج واستعادة بعض من السيطرة على حياته وقراراته.
من الجدير بالذكر أيضًا أن بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل في شكل أو مظهر أجسادهم، مثل زيادة الوزن أو القضايا المتعلقة بمظهرهم، قد يظهرون سلوكيات عنيدة. فالأطفال الذين يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم، أو يواجهون مشكلات تتعلق بالصورة الذاتية، يمكن أن يلجأوا إلى العناد كوسيلة للتعبير عن استيائهم أو لمواجهة الضغوط الاجتماعية. فمثل هؤلاء الأطفال قد يتمردون على القواعد أو التوجيهات باعتبارها تحديًا أمام شعورهم بعدم القبول أو الرفض في مجتمعاتهم.
لذا، فإن فهم ديناميكيات العناد لدى الأطفال يتطلب نظرة شاملة تجمع بين الأسباب النفسية والسلوكية والتربوية. يتعين على الأهل أن يهيئوا بيئة منزلية داعمة وتعزز التواصل الإيجابي، والعمل على معالجة قضايا الصورة الذاتية بطريقة فعّالة، مما يسهم في تقليل التوتر وتحسين سلوكيات الأطفال بشكل عام.

علاج العناد عند الأطفال

-  ينبغي ألا نقابل مقاومة الطفل بمقاومة مضادة، لكن علينا أن نتفاهم معه ونحرص على إقناعه، ونشجعه حتى يتدبر الأمر ويفهم كيف يتصرف في كل أموره بصورة سليمة ومنطقية.

-  الابتعاد عن أساليب الحماية الزائدة والتدليل المفرط، فهذه الأساليب تعود الطفل على أسلوب المخالفة.
-  عدم إرغام الطفل على القيام بسلوكيات معينة في الأكل او الملبس، أو مراعاة أصول الذوق واللياقة (الإتيكيت)، فهذا الخضوع المتكلف قد يدفع الطفل للخروج عليه ويقوده للتمرد على أصوله وحيثياته.
-  عدم تفضيل الأم أو الأب لأحد الأبناء أو البنات، فان ذلك التفضيل يكون في غالب الأحيان سببا في عناد الطفل.
-  تنمية تبادل الآراء بين الأ طفال حتى يشعر الطفل بالقيادة حينا والتبعية حينا آخر .
-  عدم تفضيل الأم أو الأب لأحد الأبناء أو البنات، فان ذلك التفضيل يكون في غالب الأحيان سببا في عناد الطفل.
-  تنمية تبادل الآراء بين الأ طفال حتى يشعر الطفل بالقيادة حينا والتبعية حينا آخر .

-  عدم تفضيل الأم أو الأب لأحد الأبناء أو البنات، فان ذلك التفضيل يكون في غالب الأحيان سببا في عناد الطفل.
-  تنمية تبادل الآراء بين الأ طفال حتى يشعر الطفل بالقيادة حينا والتبعية حينا آخر .

وفي الختام، يجب التحلي بالصبر لتغيير سلوك الطفل العصبي وذلك في سبيل الحصول على أفضل النتائج بعد التأكد من عدم معاناته من أي مرض بتجنب مشاهدة أفلام الكرتون العنيفة، وعدم الصراخ في وجهه إذ كرر نفس الخطأ، وتعليمه التعبير عن مشاعره، والتزام الهدوء والاستماع إليه وفهمه وتقديم قدوة صالحة له حيث أن الطفل يقلد والديه.

المصادر و المراجع : مايو كلينيك بتصرف ، الطبي بتصرف ، مجلة موضوع بتصرف.
- المقالة التالية - المقالة السابقة
لايوجد تعليقات
    إضافة تعليق
    comment url