شاشة صغيرة.. تأثيرات كبيرة: كيف يؤثر الهاتف الذكي على صحة طفلك؟

الهاتف الذكي والطفل

شاشة صغيرة.. تأثيرات كبيرة: كيف يؤثر الهاتف الذكي على صحة طفلك؟

الهاتف الذكي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إحتى الأطفال الصغار أصبح وسيلتهم المفضلة في قضاء أوقات فراغهم. صحيح أن الهاتف له فوائد عظيمة، و يتوفر على وسائل تعليمية وترفيهية، لكن الاستخدام المفرط له يحمل العديد من المخاطر.

الاعتماد الزائد على الشاشات يؤثر في نمو الأطفال و في تطوير المهارات الاجتماعية واللغوية لديهم، حيث يقضون وقتًا أقل مع الأسرة والمحيط.

الإفراط في استخدام الهاتف يسبب مشكلات صحية، مثل ضعف النظر واضطرابات النوم بسبب التعرض المطول للضوء الأزرق. كما يرتبط الاستخدام غير المنضبط بمشكلات سلوكية مثل فرط النشاط والقلق. لذلك، من الضروري أن يضع الآباء حدودًا واضحة لاستخدام الأطفال للهواتف الذكية، مع تخصيص وقت للأنشطة البدنية والتفاعل الاجتماعي المباشر، لضمان نمو صحي ومتوازن للأطفال.

أهمية الهاتف الذكي للأطفال:

الهاتف الذكي اختراع مهم في حياتنا، حيث تستطيع التواصل مع طفلك في حالة تواجده خارج المنزل مع أصدقائه، أو في رحلة مدرسية وغيرها من الحالات التي تضطر لتركه فيها. الهاتف وسيلة أمان للطفل يطلب بها النجدة والعون في حالة مواجهة أي مشكلة أو أمر عويص .كذلك امتلاك هاتف في سن صغيرة يوسع مدارك الطفل ويجعله أكثر اتصالاً بالعالم الخارجي والتكنولوجيا ما يفتح أمامه فرصاً ومجالات كثيرة للمستقبل.

تتجسد أيضا أهمية الهاتف في ضرورته العملية التعليمية من خلال الإنترنت و المواقع التعليمية وحتى المواقع الإخبارية وغيرها من المصادر التي تقدم معلومات تساعد الطفل على إدراك العالم وتنمية مهاراته.

حتى الألعاب والتطبيقات التي قد تجذب انتباه الطفل إذا تم إدارة علاقته بها وتطويرها بشكل جيد قد تُصبح هذه فرصة جيدة له لاكتشاف مهاراته والكسب منها في المستقبل.

أضرار الهاتف الذكي على الأطفال:

الهاتف الذكي هو شاشة صغيرة لكن تأثيراتها كبيرة على الأطفال والمراهقين، سوء استعمال هذا الاختراع يضر بالصحة الجسدية و العقلية للطفل، و هذه بعض الأضرار الشائعة :

1- الإدمان:

الاستخدام المفرط للهاتف و لأوقات طويلة في اليوم يؤدي إلى الإدمان وتعزيز سلوكيات التعلق العاطفي والتعلق بالتقنية.

2- تدهور الصحة البدنية :

يقضي الطفل عدة ساعات أمام شاشة الهاتف، هذا ما يقلل من النشاط البدني له،و كذلك الاستمرار في الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى خطر السمنة المرضية ، كذلك قلة الحركة تضعف عضلات الجسم، وتضعف الجهاز العصبي.

3- تدهور الصحة النفسية :

استخدام الهاتف طوال اليوم يجعل الطفل يشعر بالإجهاد والقلق والتشويش الذهني، حيث أنه تعلقه به يمنعه من ممارسة الأنشطة الجماعية والتفاعل مع الآخرين، وهذا ما يؤثر سلبًا على نموه الاجتماعي والنفسي.

4- اضطرابات النوم :

تتأثر جودة النوم عند الطفل إذا كان يستخدم الهاتف في الفترة الليلية، لأن الضوء الذي ينبعث من شاشة الهتف يؤدي إلى تثبيط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم ، و أيضا قد يتأرق طوال الليل أو لا ينام مطلقا.

5-تراجع المستوى الدراسي :

الإستخدام المفرط للهاتف الذكي ، والاعتماد عليه كليا في الدراسة يؤدي إلى تقليل قدرات الطفل الذهنية والأكاديمية، كما أنه يجعل الأداء الأكاديمي وقدرات الانتباه والتركيز تتراجع.

مخاطر الهاتف الذكي على الأطفال:

لا شك أن الهاتف الذكي كغيرة من اختراعات العصرنة ،لا يخلو من العيوب لكن في بعض الأحيان تكون العيوب خطرا على المستخدم خاصة إذا كان طفلا ، المخاطر عديدة نذكر منها ما يلي:

1. المخاطر النفسية:

او تتمثل في احتمال تعرض الطفل لمحتوى غير مناسب عبر الانترنيت أو المواقع، فيشاهد بذلك مواد غير لائقة تؤثر على سلوكه و طريقة وتفكيره. كذلك يؤدي الاستخدام المفرط للهاتف الذكي إلى العزلة الاجتماعية.

2. المخاطر الاجتماعية:

و تتمثل في تعرض الطفل للتنمر الإلكتروني أو للإساءات ، كما يحتمل أن يشارك الطفل معلومات وأخبار شخصية عبر المواقع مع أصدقائه ، مما يفقده الخصوصية بسبب تصرفه من دون وعي بالمخاطر.

3. المخاطر السلوكية:

و تتمثل في تغير سلوك الطفل و معاولاته مثلا كازيادة السلوك العدواني مع إخوته أو أصدقائه، أو إهتمامه ببعض الألعاب العنيفة التي تجعله يقلدها. كذلك يجد الطفل صعوبة في إدارة الوقت بين الأنشطة اليومية واستخدام الهاتف أو القيام ببعض الواجبات المنزلية.

نصائح ثمينة للأولياء قبل شراء هاتف ذكي لطفلهم:

أولاً، قدّر إذا كان لطفلك المسؤولية الكافية لامتلاك هاتفٍ محمول والحفاظ عليه.وإذا أجمع الوالدان على قدرة الطفل في تحمل هذه المسؤولية، بإمكانهم الانتقال إلى النصيحة الثانية وهي: توفير دروس "التربية الإلكترونية". ومن شأن ذلك أن يزيد وعي الطفل تجاه مخاطر الإنترنت مثل التّنمّر الإلكتروني، والتعامل مع الغرباء، وعواقب ما ينشروه عبر الإنترنت.

ثالثاً، يستطيع الأهل تصميم عقدٍ يؤكّد ملكية الهاتف النقال للوالدين، بالإضافة إلى شروطٍ أخرى كمعرفة الوالدين لجميع كلمات المرور المتعلقة بالهاتف وتطبيقاته.

رابعاً، على الأهل الاستفادة من التطبيقات المتوفرة المخصصة لمراقبة نشاطات الطفل الإلكترونية. وهناك العديد من التطبيقات التي تسهل مراقبة ما يقوم به الأطفال على هواتفهم عن طريق إرسال إنذارات عند استخدام كلماتٍ قد تؤدي إلى مخاطر.

هذه التدابير الاحتياطية ليست للتجسس، بل هي للتأكد من عدم تورط الأطفال في مشاكل كالتنمر وتبادل الكلام الجنسي عبر الهاتف، ومعرفة ما إذا كان لديهم أي نزعة انتحارية.

وخامساً، اترك باب الحوار مفتوحاً إذا قام طفلك بخرق إحدى القواعد التي وضعتها بدلاً من مصادرة الهاتف. فقد تؤدي مصادرة الهاتف إلى انعدام الثقة بين الطفل والأهل في المستقبل.

و في الأخير فإن للهاتف الذكي تأثير مزدوج على صحة الأطفال، ويمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين. ، فهو يوفر فوائد تعليمية ويساعد على تنمية المهارات التكنولوجية لدى الأطفال. ولكن الاستخدام المفرط أو غير الموجه قد يؤثر سلبًا على صحتهم الجسدية والعقلية و النفسية.

الهاتف الذكي يجب أن يُستخدم بحذر وتحت إشراف الوالدين. من الضروري تحديد وقت محدد للاستخدام، واختيار التطبيقات والمحتوى بعناية. على الأهل تشجيع النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي الواقعي للحد من التأثيرات السلبية.

الكلمات المفتاحية:
التأثيرات السلبية، النشاط البدني، التفاعل الاجتماعي، الصحة النفسية، الاستخدام المفرط، الإشراف الأبوي، التوازن الرقمي، تنمية المهارات.
المصادر و المراجع : الجزيرة نت بتصرف ، وزارة الصحة السعودية ، الطبي بتصرف، معلومات و تجارب شخصية.
- المقالة التالية - المقالة السابقة
لايوجد تعليقات
    إضافة تعليق
    comment url