بر الوالدين: طريق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة
تعريف بر الوالدين
عقوق الوالدين
بر الوالدين طريق السعادة و النجاح في الدنيا و الآخرة
- أولا رضا الله من رضا الوالدين:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد" (رواه الترمذي وصححه الألباني). وينطبق هذا الأمر على الأم أيضا، بل هي أولى بالطاعة و الرضا، فقد ورد في رواية الطبراني، وحسّنها الألباني: "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما".
- ثانيا طاعة الوالدين
بر الوالدين من أسمى القربات وأهم الطاعات في الإسلام، كما أن له مكانة عظيمة في مشكاة النبوة المحمدية. هذا البر لا يقتصر على حياتهما فقط، بل يمتد ليشمل برّهما بعد الوفاة. ويُعتبر هذا الحق واجباً حتى لو كان الوالدان على غير دين الإسلام أو كانا فاسقين.
- ثالثا الإحسان للوالدين
أهمية بر الوالدين
- المحبة و السعادة
تحقيق الفلاح والسَّعادة والنجاح في الدُّنيا والآخرة، والفوز بالأجر والثواب العظيم، ودخول الجنّة، فقد أخرج الامام مُسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- سُئل: (يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ)، نيل القُرب والرضا من الله -تعالى- نتيجة رضا الوالد، فقد ورد عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (رِضا اللهِ في رِضا الوالدِ ، وسَخطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدِ)،وورد أنّه -عليه الصلاة والسلام- قال أيضاً: (إنِّي لا أعلمُ عملًا أقربَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن برِّ الوالدةِ).
- البركة و الرزق
كما أنّ برّ الوالدَين سببٌ في تحقيق البركة في الرِّزق، إذ ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن سَرَّه أن يُمَدَّ لهُ في عُمرِه، ويُزادَ في رِزقِه؛ فَلْيبرَّ وَالدَيهِ، ولْيصِلْ رَحِمَه). فضيلة برّ الوالدَين؛ إذ يعدّ البرّ بهما من أعظم الأعمال عند الله -تعالى- كما ثبت عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: (يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ. قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ)،كما ينال العبد البارّ بوالدَيه الرّاحة والطمأنينة، بسبب رضا والدَيه.
علوّ شأن وقَدر البارّ بوالدَيه، وطِيْب السُّمعة بين النّاس؛ بسبب الحرص على برّ الوالدَين، فالعمل الصالح دائماً يعود بالخير على صاحبه، كما أنّ البرّ بالوالدَين من أسباب تفريج الهموم والكُربات، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه قصّة الثلاث الذين عَلِقوا في الغار بسبب صخرةٍ، وقد فُرج همّهم بسبب عملهم الصالح، وقد كان أحدهم بارّاً بأبيه، كما ثبت عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوْا المَبِيتَ إلى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا، ولَا مَالًا فَنَأَى بي في طَلَبِ شيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شيئًا).
- الفوز بالجنة و رضا الله تعالى
منزلة الوالدَين رفيعةٌ، إذ إنّ برّهما وشُكرهما والإحسان إليها مقرونٌ بتوحيد الله -تعالى- في قَوْله: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،وقَوْله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، لذلك وجب شُكر الوالدَين كوجوب شُكر الله -تعالى-. تحذير وتشديد الرّسول -عليه الصلاة والسلام- من عدم البرّ بالوالدَين، فقد أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).
مظاهر بر الوالدين
بر الوالدين هو من أعظم القيم الإنسانية والدينية التي تعكس حسن الخلق والوفاء. يتجلى بر الوالدين في مظاهر متعددة تشمل:
1. الاحترام والتقدير:
2. الطاعة في المعروف:
الامتثال لتوجيهات الوالدين ونصائحهما في الأمور التي لا تخالف الشرع.
3. الإحسان إليهما:
تقديم العون والمساعدة في حياتهما اليومية، وتلبية احتياجاتهما دون تذمر.
4. التواصل المستمر:
5. الدعاء لهما:
الدعاء بالرحمة والمغفرة لهما، سواءً كانا على قيد الحياة أو بعد وفاتهما.
6. الإنفاق عليهما:
7. البر بعد وفاتهما:
تنفيذ وصاياهما، والدعاء لهما، والتصدق عنهما، وصلة أرحامهما وأصدقائهما.
8. الصبر على أذاهما:
الخاتمة:
بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني أو أخلاقي، بل هو تجسيد لمعاني الرحمة والوفاء والاعتراف بالجميل. فهو طريق للسعادة في الدنيا والآخرة، ومصدر للبركة في العمر والرزق. لذلك، يجب على كل إنسان أن يسعى لإرضاء والديه، ويجعل ذلك أولوية في حياته، وفاءً وتقديرًا لما قدماه من تضحية ورعاية. و كوجهة نظر خاصة أرى أن بر الوالدين من أعظم القيم التي تسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر. الاهتمام بالوالدين يعزز الروابط الأسرية ويغرس في النفوس قيماً إنسانية سامية، كالاحترام والرحمة. لا يجب أن يُنظر إلى بر الوالدين كواجب ثقيل، بل كفرصة لرد الجميل لهم وإظهار الحب والامتنان.
الكلمات المفتاحية:
بر الوالدين، الإحسان، طاعة الوالدين، رضا الله، الوفاء، السعادة، الجنة، البركة.المصادر و المراجع : إسلام ويب بتصرف ، مجلة موضوع بتصرف.
.