اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه دليل شامل
ماهو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه دليل شامل
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو مرض شائع بين الأطفال يرمز له ب(ADHD) هو اضطراب عصبي يظهر عادة في مرحلة الطفولة. ويتمثل هذا المرض في الانتباه، واندفاعية، وفرط النشاط عند الطفل. يؤثر ADHD بشكل كبير على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل، مما يؤدي إلى تحديات يومية في المدرسة والمنزل. العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا كبيرا في تفشي المرض،لكن الأسباب الأساسية للمرض غير مفهومة لحد الآن. توفير الدعم المناسب من الأهل و المجتمع للمصاب و الفهم العميق لطبيعة الاضطراب أمر مهم للغاية في التحفيز على العلاج.
هو نقص في الانتباه وفرط في الحركة (ADHD – اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط). هو اضطراب نفسي وعصبي تكون فيه فترة الانتباه أقصر من المعتاد وتكون فيه السيطرة على الحركة منعدمة. هذا ما يجعل المصاب شخصا مؤذيا، ويسهل تشتيت انتباهه، حيث أنه لا يبقى ساكنًا أبدًا. لا يسمع عند التحدث إليه و لايهتم اصلا للمتحدث ، لا يحتفظ بتفاصيل الحديث و يتميز بعدم المسؤولية.
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط غالبًا يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 7 سنوات. ولكن الأعراض تظهر أحيانا بشكل أكثر وضوحًا بعد عمر 7 سنوات أو أكثر ، حيث تبدأ مرحلة الدراسة ويكون عليهم التعامل مع العديد من المهام والواجبات المنزلية في وقت واحد. خاصة عند التفاعل مع الأصدقاء والمعلمين والقيام بالأنشطة الاجتماعية.
أنواع الاضطراب(ADHD)
أولا تشتت الانتباه:
- يقوم المصاب بأخطاء طائشة في العمل المدرسي،لايستطيع إيلاء اهتمام وثيق للتفاصيل.
- لديه مشاكل في التركيز سواء فالتعلم أو حتى اللعب
- عندما يتم التحدث إليه مباشرة لا ينصت
- صعوبة المتابعة و الفشل في إنهاء المهم المدرسية و حتى المنزلية منها.
- لا يستطيع القيام بالمهام التي تتطلب مجهودًا عقليًا مركّزًا، كالواجب المنزلي.
- يفقد العناصر أشياءه بسهولة مثل الألعاب والدفاتر المدرسية و الأقلام.
- لا ينتبه أبدا و مشتت دائما.
- يتميز بالنسيان حتى للأمور الضرورية
ثانيا فرط النشاط والاندفاعية
المصاب بفرط الحركة دائما ما يتميز بما يلي:
- يقرع بيديه أو قدميه أو يتلوى في المقعد و يتملل من كل شيء.
- يستصعب الجلوس في القسم.
- حركاته ثابتة لا تتغير و يستمر فيها بدون توقف.
- افعاله لا تتناسب مع المواقف فهو يجري بالجوار أو يتسلق.
- لا يستطيع العب و القيام بالأنشطة بهدوء
- يتحدث كثيرًا و بصوت مرتفع
- يتسرع في الكلام و الإجابة ويقاطع المتحدث.
- لا ينتظر دوره ، قلق دائما
- متطفل و يقطع على الآخرين حديثهم أو ألعابهم أو أنشطتهم.
تشخيص متلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة
اضطراب (ADHD) هو نقص الانتباه مع فرط النشاط قد تظهر في الأطفال في سن المدرسة أو الأطفال الأصغر عمرًا. و تشخيصه هذا المرض أمر صعب جدًّا لأن سن الطفل صغير للغاية. لذلك فإن تأخر المهارات اللغوية و الحركية عند الصغار هي مشاكل تنموية يمكن يُخلَط بينها وبين اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
الأطفال الذين يشتبه في إصابتهم باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يحتاجون إلى التقييم من قبل اختصاصي. يجب عرضهم أولا على الطبيب النفسي أو اختصاصي أمراض النطق أو اختصاصي في نمو الأطفال.
حالات مشابهة لاضطراب (ADHD)
هناك عديد من العوامل المسبَّبة لاضطراب الطفل ربما نفسيا أو بيئيا ،مما يؤثر على طبيعته فيكون بذلك مشابها لمصابي اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ومن أمثلتها:
- مشاكل اللغة و صعوبة في التعلم و نقص القدرة الاستيعابية عنده.
- الأمراض النفسية والمزاجية كالقلق و الاكتئاب.
- اضطرابات في النطق ، صعوبة اخراج الكلمات أو التأتئة.
- مشاكل صحية كنقس النظر أو السمع.
- اضطرابات الاسترسال العقلي
- الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي تؤثِّر على التفكير أو السلوك
- اضطرابات النوم و نقس هرمون النوم
- إصابة في الدماغ
اضطرابات مصاحبة لفرط الحركة و تشتت الانتباه
الأطفال المصابون بالتوحد و متلازمة توريت معرضون أيضا لاضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه .و علاوة على أعراض اضطراب(ADHD) عند المصابين إلا أنه توجد أعراض لاضطرابات أخرى مصاحبة نذكر منها ما يلي :
- اضطراب العناد الشارد أو اضطراب التحدي الاعتراضي حيث يغضب الأطفال بسرعة ويلقون اللوم على الآخرين، ويتميزون بالعنف الملحوظ، يعاندون ويكذبون ويسرقون.
- اضطراب ثنائي القطب، و الاضطرابات المزاجية كالاكتئاب و الهوس وهي تغييرات خلقية أو بيئية في مزاج الطفل.
- القلق المفرط والأرق.
أسباب و أعراض اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه
أولا الأسباب:
السبب الحقيقي لهذا الاضطراب لم يعرف بوضوح حتى الآن. ولكن من المحتمل أن السبب يعود للفص الجبهي، المسؤول عن التحكم في التركيز وضبط النفس فيصبح أقل كفاءةً من الطبيعي.
ومن المحتمل أيضا أنه ينجُم عن مشاكل في كيفية تخلُّق دماغ الطفل قبل الولادة. وفي حالات أخرى تكون مشاكل ما بعد الولادة سببا في اضطرابَ نقص الانتباه وفرط النشاط. اضطراب (ADHD)هو مشكلة في الدماغ وليس مجرد مشكلة سلوكية، و من بين العوامل المرجح انها سبب الاصابة ما يلي :
- التاريخ العائلي للطفل إذا كان لديه أقارِب يُعانون من اضطراب نقص الانتِباه وفرط النَّشاط فإنه يرث المرض منهم.
- إذا كان وزن الطفل عند الولادة 1.4 كيلو غرام.
- إصابات أو كدمات سابقة على مستوى الرَّأس أو عدوى في الدِّماغ
- تعرض الأم الحامل إلى مواد كيميائية كالرصاص أو تعاطيها للكحول أو التَّبغ أو الكوكايين قبل الوِلادة.
ثانيا الأعراض:
يتميز (ADHD) بعدم الانتباه والسلوك المفرط والنشاط. تبدأ أعراضه بملاحظة نقص الانتباه عند الطفل مع فرط في نشاطه و ذلك قبل سن 12 عامًا. قد تكون الأعراض خفيفة أو معتدلة أو حادة، وقد تستمر حتى سن البلوغ.
يحدث اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في كثير من الأحيان في السنة 3 من عمر الطفل. وتكون السلوكيات مختلفة بين الصبيان والفتيات. حيث أن الصبيان يكونون أكثر نشاطًا، أما الفتيات يميلون إلى عدم الانتباه.
عوامل الخطر و المضاعفات
أولا عوامل الخطر:
عوامل الخطر في الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة تتمثل في الحالة النفسية للأم قبل الولادة كالقلق و التوتر. و كذلك حالة الطفل بعد الولادة ، إذا ولد الطفل في محيط مليء بالمشاكل و الصراعات بين الأهل و النقاشات الكبيرة بأصوات مرتفعة. كلها عوامل تزيد من خطورة الاصابة بالمرض. وكذلك اهمال الصحة الجسدية للحامل يؤثر بشكل كبير على وزن الطفل بعد الولادة فمن المحتمل ان يصاب بفرط الحركة و تشتت الانتباه .
الإفراط في تناول السكريات هو المتسبب الرئيسي و الشهير في اضطراب فرط النشاط. كما يمكن أن تؤدي العديد من المشكلات النفسية في مرحلة الطفولةإلى الإصابة بالمرض.
ثانيا المضاعفات:
يسبب اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة صعوبة اللندماج بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب (ADHD)و ذلك ما يؤثر على حياته اليومية في المنزل و في المحيط الخارجي أيضا و هذه بعض المضاعفات الخطيرة :
- الاضطراب سبب في الفشل الأكاديمي و الرسوب.
- يكون المصابون أكثر عرضة للحوادث والإصابات بجميع أنواعها أكثر من الأطفال العاديين بسبب تشتت الانتباه الذين ليس لديهم اضطراب نقص النتباه و فرط الحركة.
- لا قدرون الذات و يلا يعطون فرصة لأنفسهم.
- يواجهون مشاكل في التفاعل مع الآخرين
- المصابون أكثر عرضة لخطر تعاطي الكحول والمخدرات وغيرها من السلوكيات المنحرفة.
دليل شامل للوقاية والعلاج من اضطراب (ADHD)
أولا الوقاية :
الوقاية منخطر الإصابة بـ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ترتبط أساسا باجتناب المسببات و هذه النقاط مهمة جدا :
- اجتناب المرأة الحامل لأي شيء يُمكن أن يؤثر على النمو الطبيعي للجنين. تجنب تناول المشروبات الكحولية، أو المخدرات الترفيهية أو التدخين.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الملوِّثات والسموم ثناء الحمل و بعد الولادة. و اجتناب شم رائحة السجائر و الروائح الكيميائية القوية كرائحة الطلاء المحتوي على الرصاص.
- خلق جو هادئ للمولود الجديد و اجتناب النزاعات والفوضى.
ثانيا العلاج:
يوجد علاجان لاضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه ، الأول بالأدوية و هو راجع للطبيب. و الثاني بالعلاج السلوكي ويكون باشتراك الطبيب المختص مع الأهل و المحيط الخارجي العلاج السلوكي هوالتدريب على المهارات الاجتماعية، والتدريب على مهارات الوالدين وإسداء المشورة لهم. والتي قد تُوفَّر من قبل طبيب نفساني أو اختصاصي نفسي أو اختصاصي اجتماعي أو غيرهم من متخصصي الصحة العقلية. قد يشكو بعض الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من أمراض أخرى مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب. و هذه بعض خطوات العلاج المجربة :
- تطبيق المعلمين وأولياء الأمور لاستراتيجيات تغيير السلوك مثل أنظمة المكافآت الرمزية والمهلة، للتعامل مع المواقف الصعبة.
- التدريب على المهارات الاجتماعية يمكن أن يساعد الأطفال على تعلُّم السلوكيات الاجتماعية المناسبة.
- التدريب على مهارات الأبوة والأمومة بمساعدت الأولياء على تطوير طرق لفهم وتوجيه سلوك طفلهم.
- العلاج النفسي للطفل يتيح له فرصة التحدث عن المشكلات التي تزعجه. واستكشاف أنماط السلوك السلبية وتعلُّم طرق التعامل مع أعراضها.
- يمكن أن يساعد العلاج الأسري الآباء والأشقاء في التعامل مع ضغوط الحياة مع شخص مصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. و يساعده ذلك أيضا على دمجه في المجتمع.
إذا اتفق الأهل و المعلمون و المعالجون على العمل كفريق واحد سياحصلون على أفضل النتائج. التثقيف حول اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة يجعل الأولياء يكتشفونه أبكر.
خاتمة
تُظهر الأبحاث والدراسات أن التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في حياة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. من خلال العلاج السلوكي، والتدريب على المهارات الاجتماعية، وتهيئة البيئة المحيطة، يمكن تحسين نتائج الأطفال بشكل كبير. يجب على الأسر والمعلمين والمختصين العمل معًا لمساعدة الأطفال على تجاوز التحديات التي يواجهونها. بزيادة الوعي وفهم هذا الاضطراب، يمكننا توفير مستقبل أفضل للأطفال المصابين بADHD، مما يمكّنهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والتفاعل بشكل إيجابي مع محيطهم.
- واب طيب بتصرف
- مايو كلينيك بتصرف