نباتات الزينة :نصائح و فوائد و طرق تربيتها في المنزل
مفهوم تربية نباتات الزينة
نباتات الزينة :نصائح و فوائد و طرق تربيتها في المنزل
تربية نباتات الزينة في المنزل هي عملية زراعة المساحات الداخلية للمنزل بأنواع متنوعة من النباتات الحميلة التي تضيف رونقا و حيوية للمكان. تشمل هذه النباتات أصنافًا من الزهور، النباتات الورقية، والعصاريات، وحتى النباتات الصغيرة ذات الرائحة العطرة. تُضفي نباتات الزينة أجواءً من الانتعاش داخل المنازل، وتلعب دورًا هامًا في تحسين جودة الهواء عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما أنها تساهم في امتصاص بعض السموم الشائعة في البيئة الداخلية. تحتاج هذه النباتات إلى عناية خاصة تشمل التربة المناسبة، الإضاءة الجيدة، والماء بالقدر الكافي هو. يعتبر الاهتمام بنباتات الزينة هواية مريحة تُساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج، خاصة عند مشاهدتها تنمو وتتغير مع مرور الوقت. يمكن لمربي النباتات استكشاف أنواع مختلفة تناسب ظروف الإضاءة والرطوبة في منازلهم، مما يمنحهم فرصة لإضفاء تنوع طبيعي ممتع، ويعزز من الشعور بالارتباط بالطبيعة حتى داخل المساحات المغلقة.
وتطلق الأوكسجين، فيما يعرف بعملية البناء الضوئي. وتستمر بعض الأنواع مثل زهرة الأقحوان في إعطاء الأوكسجين حتى بعد غروب الشمس. يمكن وضع بعض الأواني المبهجة في غرفة النوم للفوز بكميات إضافية من الأوكسجين، التي تسهم بفاعلية في تحسين جودة النوم.
بسبب تلوث الهواء في مدينة سيدني الأسترالية ، يموت قرابة 2000 شخص سنويا وتقدر تكاليف معالجته بحوالي 12 مليار دولار. علما بأن تلوث الهواء الداخلي أعلى بمقدار من 2 إلى 10 مرات من الهواء الطلق.
وأظهرت نتائج دراسة أجريت في جامعة سيدني للتكنولوجيا، أن وجود النباتات يُسهم في تنقية الهواء المنزلي ويساعد في رفع الروح المعنوية، وتقليل الشعور بالإرهاق.
لكن هناك عدة عوامل تؤثر على قدرة النباتات على تحقيق ذلك، مثل حجم النبات، والمساحة الداخلية، ونسبة السموم في الهواء، لذا يوصي الخبراء، بتوزيع من 6 إلى 8 نباتات في الغرف الواسعة، لإحداث التأثير المطلوب.
أصبح من المهم جلب الطبيعة إلى المنزل لأن 90بالمئة من البشر أصبحو يقضون معظم أوقاتهم في فضائهم الداخلي.
ماهي النباتات المنزلية؟
هي النباتات الداخلية التي نستطيع زراعتها في المنزل من أجل الزينة و من أجل فوائدها أيضا. و تتنوع هذه النباتات بين الملونة الأوراق، كنبتة كروتن، وديفنباخيا، وهيبوستس. والتي لا تحتاج إلى مجهود، كنبتة بيجونيا، وبروميليديا، وفيلوديندرون.
وهناك أيضا النباتات التي لا تحب كثيرا من الضوء ، كنبتة اسبدسترا، ودراسينا، وفيكس، وبيبروميا. والمزهرة، كنبتة البنفسج الأفريقي، وأراولا وبيجونيا.
وأيضا توجد النباتات التي تربى داخل الحجرات، كالصبار، والسرخسيات، والنخيل. والمتدلية، كنبتة كسبرة البئر وصبار سيدم، والبنفسج. والمتسلقة، كالقشطة، والفيلوديندرون، وهويا. والنباتات الكبيرة، كنبتة فيكس، ويوكا، وشيفليرا. والمائية مثل دراسينا وبوتس.
الطريقة الصحيحة لزراعة و تربية نباتات الزينة في المنزل
أولا إختيار الحاوية المناسبة
عندما تريد زراعة النباتات المنزلي يجب أولا استخدام حاوية تتناسب مع حجم النبتة ونوعها. تأكد أن بها فتحات لتصريف المياه الزائدة، لمنع تعفن الجذور.
ثانيا اختيار التربة:
استخدم التربة المخصصة للنباتات الداخلية، ويفضل أن تكون خفيفة و غنية بالمواد العضوية لتوفير المغذيات اللازمة.
ثالثا الإضاء الكافية :
يجب ان توضع النباتات في المكان يصل إليه القدر الكافي من ضوء الشمس ،مع تجنب الأشعة المباشرة في منتصف النهار، حتى لا تتأثر أوراق النبتة و تحترق.
رابعا السقي المنتظم:
يجب ري النباتات بانتظام وفقاً لاحتياجاتها، مع مراعاة عدم الإفراط في الري، واحترام جرعة الماء بحسب نوع النبتة واسمح للتربة بأن تجف قليلاً بين مرات الري.
خامسا التهوية:
تأكد من تهوية المكان جيدا ، و توفر الهواء النقي وتجنب الرطوبة الزائدة، التي قد تؤدي إلى تكون الفطريات.
سادسا التسميد:
استخدام الأسمدة الخفيفة الخاصة بالنباتات المنزلية ، يكون التسميد منتظما لتحفيز نموها وتعزيز صحتها.
نصائح هامة لتربية نباتات الزينة المنزلية
انتقاء نوع البذور:
عادة ما يفكر الناس في زراعة نبات الصبار كبداية لهم . لأنه من السهل الاعتناء به، لكن التفريط في العناية به قد يجعله يموت بسرعة لذلك يجب البدء بزراعة النباتات كثيفة الأوراق في أسهل مقارنة مع نبات الصبار.
الاعتناء بالنباتات:
الحرص على وجود الضوء في مكان النبتة، و في فصل الشتاء يصعب تزويد النبات بالضوء الكافي اللازم لنموه. لذا يجب نقل النباتات في مكان بالقرب من النافذة، لكن تجنب تعريضها للتيارات الهوائية أو أجهزة التدفئة الحارة.
وأيضاً يجب الحد من تزويد النبات بكمية كبيرة من الماء، فبعض النباتات تحتاج لبخات خفيفة فقط.
تعريض النبات للضوء:
اختيار نوع النبات:
في حال كنت كثيراً ما تنسى ري النباتات، فمن الأفضل أن تفكر في زراعة النبات العصاري ، التي لا تحتاج الى عناية خاصة. حيث توضع على حافة النافذة مثل الصبار، أو نبتة البوتس، التي لا تحتاج لعناية كبيرة.
وضع النباتات معا:
تنتعش النباتات حين تكون في مجموعات. فمن الجيد وضع النباتات مختلفة الأشكال والألوان معاً.
التنظيف:
تنظيف أوراق النبات باستخدام منديل رطب بِلُطف ورفق للتخلُّص من الغُبار والأوساخ المُتراكمة عليها، والتّي قد تؤدّي إلى موتها أو ذبلانها.
الفوائد الصحية لتربية النباتات في المنزل
النباتات المنزلية لا تستخدم للزينة فقط، بل لها فوائد صحية عديدة. إضافة إلى العملية العلمية التي تقوم بها النباتات في تنقية الهواء من الغبار والعفن، تعمل أيضا كمرشحات طبيعية لاحتجاز مسببات الحساسية والجزيئات الأخرى المحمولة في الهواء، وهذه بعض فوائد غرس النباتات في المنزل:
1- الوقاية من الحساسية
نباتات الزينة الشائعة تسهم بشكل كبير في الوقاية و التخفيف من حالات الحساسية، وذلك من خلال احتجازها للجزئيات الهائمة في الجو التي تتسبب في بعض أنواع حساسية الصدر أو البشرة. ويعد البنفسج والنباتات الأخرى ذات الأوراق المزخرفة أكثر تأثيرا في تحقيق هذه المهمة. لكن ينصح الخبراء أن يتم بطبيعة الحال تجنب اختيار أي نباتات تحتوي على حبوب اللقاح.
2- تحسين المزاج و الصحة النفسية
ألوان النباتات المتنوعة تجعل المحيط مريحًا للعين مما يضفي البهجة إلى القلب، و بذلك تتحسن الحالة المزاجية. يميل الموظفون، يشعر الموضفون بالمكاتب التي توجد بها نباتات زينة بحالة من الرضا أثناء تأدية أعمالهم مع توتر أقل. يستخدم بعض المعالجين العمل في البساتين كعلاج للاكتئاب والفصام والحالات النفسية الأخرى. وربما يساعد تعلم رعاية نبات حي على تقليل القلق والتوتر وتحسين الانتباه وتقليل شدة الاكتئاب. كما تساعد النباتات أيضًا الأشخاص الذين يتعافون من الصدمات، وكذلك المصابين بالخرف أو الذين يعيشون في دور ومرافق رعاية طويلة الأجل.
3- نسبة الرطوبة و تنقية الهواء
أجهزة التدفئة ومكيفات الهواء تستنزف الرطوبة داخل الغرف، خاصة في فصل الشتاء. و تزيد من انخفاض الرطوبة من فرص الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا. لكن نباتات الزينة المنزلية مثل نبتة العنكبوت تساعد على تحسين نسبة الرطوبة في هواء الغرفة. توصلت إحدى الدراسات إلى أن مجموعة من نباتات العنكبوت عززت نسبة الرطوبة في غرفة النوم من 20٪ إلى 30٪ مما جعلها أكثر راحة. حين تنبعث ملوثات الهواء من السجاد أو روائح المنظفات غيرها من روائح المواد الكيمايائية، فإنها تتراكم في الهواء وتؤدي إلى تهيج العينين والجلد، وتزيد من حالة الربو لدى البعض، أو تجعل التنفس صعبًا لدى البعض الآخر. لكن النباتات المنزلية يمكنها امتصاص المركبات العضوية المتطايرة. وتضم قائمة النباتات ذات ميزة تنقية الهواء الجيدة اللبلاب الإنجليزي وسرخس الهليون وشجرة التنين.
4-الاسترخاء و تحسين الهضم و جودة النوم
النعناع من نباتات الزينة ذات الرائحة الجميلة ، يساعد في تخفيف الانتفاخ والغازات. و هناك أصناف أخرى شائعة يمكن زراعتها في حاويات داخل المنزل و تساعد في العلاجات المنزلية و تهدئة المعدة مثل :النعناع الفلفلي والنعناع السنبلي والريحان.
من ناحية أخرى نبات اللافندر الأرجواني المعطر من الأدوية العشبية المهمة منذ عدة قرون. يمكن استنشاق زيت اللافندر أو تدليكه على فروة الرأس للعلاج. يمكن أيضًا غلي الأوراق وتضاف إلى الشاي. تشير بعض الدراسات، التي تحتاج لمزيد من الأدلة، إلى أن اللافندر يساعد في تهدئة وتقليل التوتر.
تمتص النباتات ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأوكسجين، فيما يعرف بعملية البناء الضوئي. وتستمر بعض الأنواع مثل زهرة الأقحوان في إعطاء الأوكسجين حتى بعد غروب الشمس. يمكن وضع بعض الأواني المبهجة في غرفة النوم للفوز بكميات إضافية من الأوكسجين، التي تسهم بفاعلية في تحسين جودة النوم.
5- الإسعافات الأولية وتسريع الشفاء
تستخدم عصارة نبات الصبار كعلاج منزلي شائع لحروق الشمس وغيرها من الحروق الطفيفة. ويمكن أن يهدئ هلام الصبار من الصدفية وأمراض الجلد الأخرى، كمايستخدم أيضا كعلاج لحالات الإمساك. النباتات والزهور ستساعد المرضى في الواقع على التعافي بسرعة أكبر. وجد الباحثون أن الأشخاص، الذين خضعوا لعملية جراحية يتحسنون بشكل أسرع إذا كان لديهم نباتات في غرفهم أو حتى منظر للطبيعة من نافذة غرفة المستشفى. كما أنهم يتحملون الألم بشكل أفضل ويحتاجون إلى أدوية أقل عندما تتوافر نباتات وخضرة في الأنحاء. ينصح الخبراء باختيار زهرة الأوركيد أو زنبق السلام عند زيارة مريض في فترة تعافي.
6- تخفيف التوترو زيادة التركيز
قام باحثون بقياس مستويات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بل و الكورتيزول لأشخاص متطوعين أثناء القيام بمهام صعبة في غرف، تضم نباتات زينة مثل شجرة الحب أو نبات الثعبان. وتبين أن ممارسة الأنشطة الصعبة داخل الغرف التي تحتوي على نباتات زينة منزلية تساعد على الاسترخاء وتخفيف الضغط النفسي.
تساعد النباتات في البيئة المحيطة على تسهيل التركيز على إنجاز المهام وتقوية الذاكرة. كشفت نتائج إحدى الدراسات أن أداء الطلاب في الفصول الدراسية، التي تحتوي على ثلاث نباتات خضراء، أفضل في اختبارات الرياضيات والتهجئة والقراءة والعلوم مقارنة بالأطفال في الفصول الدراسية، التي لا تحتوي على نباتات خضراء.
ختاما
تربية النباتات في المنزل لها عديد من الفوائد النفسية والجمالية. فهي لا تقتصر على تحسين جودة الهواء داخل المنزل فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز شعور الاسترخاء والهدوء. العناية بالنباتات تعطي شعورًا بالإنجاز، حيث أن مراقبة نمو النبات وتطوره تخلق ارتباطًا عاطفيًا مع البيئة التي نعيش فيها.
كما أن النباتات المنزلية تمنح المكان طابعًا دافئًا وطبيعيًا، مما يضيف جمالًا وراحة للنظر. في الوقت نفسه، هي فرصة رائعة لتعلم المزيد عن العناية بالنباتات وفهم احتياجاتها المختلفة، مثل كمية الماء المناسبة، والأضواء، والتربة. بعض الناس يجدون في تربية النباتات وسيلة للتخلص من التوتر والضغوط اليومية، حيث أن العناية بالنباتات تقدم لهم فرصة للابتعاد عن التوترات المحيطة.
في النهاية، تربية النباتات المنزلية ليست مجرد هواية، بل هي وسيلة لتعزيز الصحة العامة وتحقيق توازن نفسي، فضلاً عن إضفاء لمسة جمالية على المكان الذي نعيش فيه.
