المخدرات: آفة تهدد المجتمع ومستقبل الشباب
المخدرات و الإدمان
المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويطلق لفظ (مخدر) على ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي.
المخدرات هي آفة العصر، هي أكبر المشكلات التي تعانيها جميع دول العالم، العربية منها و الغربية حيث أنها تسعى جاهدة لمحاربتها. آثارها جسيمة تعود بالضرر على الجانب الصحي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ.
قد يؤدي استخدام المخدرات إلى ما يسمى (متلازمة التبعية)، وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد، وتتضمن عادة رغبة قوية في الاستمرار بذلك على الرغم من العواقب الضارة، حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد عليها وظهور أعراض انسحابية.
ماهو الإدمان؟
هو رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب اعتمادًا نفسيًّا وجسميًّا وتأثيرًا ضارًا في الفرد والمجتمع. عندما تصبح هذه المخدرات جزءا من حياة الشخص. بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في فترة قصيرة حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل. حينها يفقد هذا الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية من دون هذه المادة. و إذا قرر الابتعاد عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى "أعراض الانسحاب". وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان ،الذي يتمثل في إدمان المشروبات الكحولية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.
ما هي المخدرات؟
هي مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مخدرة لفترة معينة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه العقلي. كما أنها تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، و يؤدي الاستعمال المتكرر لها إلى حالة من التعود أو ما يسمى "الإدمان". و هذا ما يسبب أضرارًا بالغة الخطورة على الصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.
أنواع المخدرات:
.أنواع المخدرات كثيرة وأشكالها متعددة، وهي خطيرة، سواء ذات المصدر الطبيعي (القات، الأفيون، المورفين، الحشيش، الكوكايين، وغيرها)، أو ذات المصدر الاصطناعي (الهيروين والامفيتامينات وغيرهما)، وأيضًا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة
أسباب الوقوع في المخدرات:
- القدوة السيئة هي أول أسباب الاندفاع نحو المخدرات ، إذا كان أحد الوالدين يتعاطى الممنوعات أو أحد الأقارب، فمن البديهي أن يقتدي به المراهق أو الشاب.
- التفكك الأسري و المشاكل العائلية و الطلاق كلها أسباب تجعل الولدين يهملون أبنائهم.
- أصدقاء السوء، و جيران السوء و المحيط الخارجي بصفة عامة ،الفراغ، السفر إلى الخارج دون رقابة.
- ضعف الثقافة الدينية، اضطرابات الشخصية، حب الاستطلاع، و ربما الأمراض النفسية و الإكتئاب.
أعراض الإدمان على المخدرات
المخدرات آفة العصر، أصبحت تهدد حياة و مستقبل الشباب و المراهقين، و ذلك لسرعة انتشارها في المجتمعات الصغيرة و الكبيرة، تظهر أعراض الإدمان بسرعة على الشخص المتعاطي و من بينها ما يلي :
- الشعور بضرورة تعاطي المخدر بشكل منتظم، وقد يكون ذلك على أساس يومي أو حتى عدة مرات في اليوم.
- الحاجة الملحَّة إلى المخدر بحيث تحجب التفكير في الأفكار الأخرى.
- الحاجة إلى تعاطي مزيد من المخدر للحصول على التأثير نفسه مع مرور الوقت.
- تعاطي كميات أكبر من المخدر خلال فترة زمنية أطول من المخطط لها.
- الحرص على الاحتفاظ بكمية إضافية من المخدر.
- إنفاق النقود على المخدرات حتى عند عدم استطاعة تحمل هذه النفقات.
- عدم الوفاء بالالتزامات ومسؤوليات العمل أو تقليل المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية بسبب تعاطي المخدرات.
- الاستمرار في تعاطي المخدر، برغم معرفة المدمن بالمشاكل التي تسببها في حياته أو الأضرار الجسدية أو النفسية التي تصيبه.
- القيام بأشياء لا يفعلها الشخص في الأحوال الطبيعية، مثل السرقة، ليحصل على المخدرات.
- القيادة أو القيام بأنشطة خطرة أخرى في أثناء الوقوع تحت تأثير المخدرات.
- قضاء وقت طويل في الحصول على المخدر أو تعاطيه أو التعافي من آثاره.
- الفشل في محاولات الإقلاع عن تعاطي المخدر.
- الشعور بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تعاطي المخدرات.
علاج الإدمان و طرق الوقاية منه هو
اولا العلاج:
علاج إدمان المخدرات يعتمد على اتباع برنامج شامل يتضمن الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي. وتشمل طرق العلاج عموماً المراحل التالية:
1. التخلص من السموم من جسم المدمن
هذه المرحلة تكون تحت إشراف طبي ،و تتضمن إزالة المخدرات من الجسم. و ذلك بتناول أدوية تقلل من أعراض الانسحاب، وتُعد هذه المرحلة خطوة أولى لكنها ليست كافية لوحدها للعلاج الكامل.
2. العلاج السلوكي والمعرفي
او هو علاج يهدف إلى تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بتعاطي المخدرات، ويساعد الفرد في تطوير استراتيجيات للتعامل مع المواقف المحفزة للتعاطي.
3. الدواء
هناك أدوية معتمدة تساعد في تقليل الرغبة في التعاطي ومنع الانتكاسة، مثل أدوية علاج إدمان الأفيون أو النيكوتين. يعتمد اختيار الدواء على نوع المخدر المستخدم وحالة المريض.
4. الانظمام إلى المجموعات الداعمة
الانضمام إلى مجموعات دعم، مثل "مدمني الكحول المجهولين" أو "مدمني المخدرات المجهولين"، يتيح للمدمن التواصل مع آخرين يمرون بتجربة مشابهة، مما يقدم دعماً عاطفياً هاماً.
5. التأهيل النفسي والاجتماعي
يكون بتقديم الدعم النفسي وتطوير المهارات الحياتية والاجتماعية التي تساعد الشخص على العودة إلى حياته الطبيعية، بدون الاعتماد على المخدرات. يشمل ذلك دعم الأسرة وإيجاد بيئة إيجابية.
6. المتابعة ومنع الانتكاسة
هي الرعاية التابعة والانتظام في متابعة طبية ونفسية ضرورية لمنع الانتكاسة. ويشمل ذلك وضع خطط لتجنب العوامل المحفزة للتعاطي وإيجاد حلول للتحديات المستقبلية.
كل حالة إدمان هي حالة فريدة، ويتطلب العلاج تكاملاً بين الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية للحصول على نتائج جيدة.
ثانيا الوقاية:
- نشر و تعميم الوازع الديني لدى الأبناء.
- احترام رأي الأبناء وتشجيعهم على التعبير.
- اعطاؤهم الفرصة للكلام عن مشكلاتهم والتقرب منهم.
- التركيز على المبادئ الدينية والثوابت الثقافية.
- اشغال الأبناء بأنشطة إيجابية كالرياضة والرسم والبرمجة وغيرها و تنمية مواهبهم.
- تعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي والإحباط.
- اختيار الاصدقاء يكون باختيار الوالدين.
- تخصيص وقت لقضائه مع كل ابن أو ابنة ومشاركة الأب والأم أنشطتهم المدرسية.
- الحذر، إذ إن غالبية الآباء والأمهات لا يتصورون أن أبناءهم يمكن أن يستخدموا المخدرات لا قدر الله.
- التركيز على قيمة الحب العائلي، وأن عدم الرضا عن فعل معين لا يقلل من قيمة الحب.
الآثار الجانبية لإدمان المخدرات:
- مضاعفات نفسية (مثل: التغير في الشخصية، والتدني في الأداء الوظيفي والمعرفي).
- أعراض ذهنية (مثل: الشعور باللامبالاة، وفقدان الحكم الصحيح على الأشياء).
- إصابة جهاز المناعة (مثل: الإصابة بالأمراض الجنسية، والأمراض الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي).
- الاضطرابات الهرمونية (مثل: العقم والتأثير في عملية الإخصاب).
- التفكك الأسري ومشكلات الطلاق.
- انتشار الجرائم للحصول على المال أو المقاومة.
خاتمة:
إدمان المخدرات هو من أخطر القضايا التي تهدد الأفراد والمجتمعات على حد سواء، فهو يؤدي إلى تدمير الحياة الصحية والنفسية للمدمن ويعرّضه لأضرار اجتماعية واقتصادية كبيرة. بالنسبة للفرد، يتسبب الإدمان في تفكك العلاقات الأسرية، وفقدان الوظيفة، والعزلة الاجتماعية، مما يعزز الشعور باليأس وفقدان الهدف. أما على المستوى الاجتماعي، فالإدمان يُعَد عبئًا كبيرًا، حيث يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة والفقر، ويرفع من تكاليف الرعاية الصحية العامة.
تفشي الإدمان يؤدي إلى عوامل متعددة، منها ما هو فردي مثل الضغوط النفسية، وما هو اجتماعي كالتعرض لأصدقاء مدمنين، أو اقتصادي كالفقر والبطالة. من المهم هنا أن ندرك أن الوقاية تعتمد بشكل كبير على تعزيز دور الأسرة وتوعية الشباب، إضافة إلى تعزيز قوانين مكافحة المخدرات، وتوفير برامج علاجية متاحة وشاملة للمدمنين.
من الناحية العلاجية، فإن توفير بيئة داعمة وعلاج متكامل يجمع بين التخلص من السموم، والعلاج السلوكي، والدعم الاجتماعي يمكن أن يسهم بفعالية في مساعدة المدمن على التعافي. تبقى الجهود التوعوية والتثقيفية حجر الزاوية للحد من انتشار هذه الظاهرة؛ فالتعليم المبكر حول أخطار المخدرات ودور المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية أساسي في بناء جيل واعٍ وقادر على مقاومة هذه الآفة.