يحيى السنوار: مسيرة قائد حماس من النضال إلى استشهاده
من هو يحيى السنوار؟القصة التي لم تسمعها من قبل عن زعامة حماس
يحيى السنوار: قائد حماس ومهندس عملية طوفان الأقصى
يحيى السنوار هو من أبرز الشخصيات القيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويُعد أحد رموز النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وُلد في قطاع غزة وعاش تجربة السجن الإسرائيلي لفترات طويلة. برز اسمه في قيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ومن ثم تولى رئاسة الحركة في غزة.
يُعرف السنوار بشخصيته الصارمة و خططه الدقيقة للعمليات العسكرية، وهو من أحد أذكى العقول المدبرة وراء العمليات البارزة في مقاومة الاحتلال، ما جعله هدفًا مستمرًا للتهديدات الإسرائيلية.
يحيى السنوار ذو مسيرة نظالية متميزة ورئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من مواليد عام 1962، اعتقل من طرف إسرائيل عدة مرات وحكم عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، ثم إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس).
انتخب رئيساً للحركة في قطاع غزة عام 2017 ورئيسا لها مرة ثانية عام 2021، وفي 2024 انتخب رئيساً للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل لسلفه إسماعيل هنية.
إسرائيل تعتبر السنوار مهندسا لعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كلفتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت هيبة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته كأحد أهداف عمليتها "السيوف الحديدية" على القطاع، والتي جاءت رداً على عملية طوفان الأقصى.
مولده و نشأته
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في يوم 19 أكتوبر من عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل إثر نكبة عام 1948 وغيرت اسمها إلى "أشكلون" (عسقلان).
تعلم في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة و تخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.عاش في ظروف جد صعبة حيث تأثرت طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات.
تزوج السنوارفي 21 نوفمبر عام 2011 من سيدة غزاوية اسمها سمر محمد أبو زمر، وهي حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، و له ابن واحد يدعى إبراهيم.
النشاط السياسي ليحيى السنوار قبل السجن
يحيى السنوار بدأ حياته السياسية بنشاط طلابي و كان بارزا خلال مرحلته الدراسية في الجامعية، حيث أنه كان عضوا فاعلا في الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين(الكتلة الإسلامية).
كان الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، و بعدها أصبح نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس. لقد ساعده النشاط الطلابي على اكتساب الخبرة والحنكة التي أهلته لتولي أدوار قيادية كبيرة في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة.
الاعتقالات وحياة السجن
اعتقل السنوار أول مرة في عام 1982 ، و كان في سن العشرين و ذلك بسبب نشاطه الطلابي فوضع رهن الاعتقال الإداري لمدة اربع أشهر و اطلق سراحه و بعدها بأسبوع مباشرة أعيد اعتقاله وبقي في السجن 6 أشهر دون محاكمة.
وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه مدى الحياة بسبب انتمائه لحركة حماس ، و تأسيسه لجهاز مجد الأمني، ثم أفرج عنه في سنة 2011 إثر صفقة تبادل للأسرى. و كانت مدة سجنه حوالي 23سنة .
مؤلفات السنوار في فترة سجنه
قضى يحيى السنوار 23 عاما في السجن استثمرها في القراءة والتعلم والتأليف، فتعلم من خلالها اللغة العبرية (لغة اسرائيل) حتى يستطيع فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات الأمنية والأدبية والسياسية ومن أبرز مؤلفاته:
- ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"، لكارمي جيلون.
- ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992".
- رواية بعنوان "شوك القرنفل".
- كتاب "حماس: التجربة والخطأ".
- كتاب "المجد".
النشاط السياسي ليحيى السنوار بعد السجن
بعد اطلاق سراحه من السجون الاسرائيلية عام 2011، ضمن ما سمي ب صفقة "وفاء الأحرار" وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شلاط .
حيث كان السنوار أحد أبرز قادة حركة حماس في قطاع غزة، فقام بعدة أنشطة سياسية بارزة حتى استشهاده في عام 2024 و هي :
قيادةحركة حماس: تولى السنوار قيادة مناصب عليا في حركة حماس بغزة. كان دوره فعالا في إعادة تنظيم الحركة وتعزيز قوتها في مواجهة التحديات.
- المصالحة الفلسطينية : قام بتعزيز جهود المصالحة بين حماس وفتح، حيث واجهت هذه الجهود واجهت العديد من العقبات.و كان يروج لفكرة توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
- الخطاب المقاوم: حيث أبرز فيه أهمية المقاومة كخيار استراتيجي. و شدد على ضرورة مقاومة الاحتلال والاعتداءات على الشعب الفلسطيني، و هذا ما جعله شخصية محورية في الخطاب الفلسطيني المقاوم.
- التواصل مع الفصائل الأخرى: كان يسعى لتعزيز العلاقات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وتوحيد الجهود ضد الاحتلال الاسرائيلي حيث كان له دور كبير في تنسيق الأنشطة المشتركة مع الفصائل.
- تعزيز الجبهة الداخلية:قام بتعزيز الدعم الشعبي لحماس من خلال النشاطات الاجتماعية والاقتصادية، و كان له فضل في تحسين الأوضاع المعيشية في غزة.
استشهاد يحيى السنوار
انتشر خبر يوم 17 أكتوبر 2024 عن استشهاد يحيى السنوار إثرة الغارة الاسرائيلية الأخيرة ، حيث عم الحزن على الشعب الفلسطيني و الشعوب المساندة للقضية ، و ذلك لما تركه من فراغ في المجال السياسي الفلسطيني ، و هذه الصورة أعلاه أطلقها الكيان على أساس أن الجثة هي للمغدور به .