المؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة في الجزائر و طموحات في الأفق

المؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة في الجزائر و طموحات في الأفق
 

مؤشرات جديدة من المؤتمر الوطني الأول في الجزائر تشير إلى مستقبل مشرق

شهدت الجزائر تنظيم الطبعة الأولى من المؤتمر الجزائري للاقتصاد الأزرق بالتعاون مع وزارات الاقتصاد، الصيد البحري، والبيئة. وشارك في هذا المؤتمر ممثلون من تسع دول، من بينها تونس، اليونان، وإيطاليا، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات.

وتم خلاله توقيع اتفاقيتين مع الكتلة البحرية التونسية ومركز الامتياز اليوناني للعلوم البحرية، لتعزيز الابتكار والاستدامة في هذا المجال.

يهدف هذا المؤتمر إلى إطلاق كتلة بحرية جزائرية تجمع مختلف الفاعلين الاقتصاديين في القطاع البحري، وتمكين الشركات الناشئة من التعاون مع نظيراتها في دول البحر الأبيض المتوسط.

ويعتبر هذا المؤتمر خطوة نحو خلق شبكة من الشراكات الإقليمية وتوفير منصات تعاون لتطوير استثمارات جديدة في الاقتصاد الأزرق.

الشركات الناشئة في الاقتصاد الأزرق: فرص وتحديات

يُعد الاقتصاد الأزرق مجالًا خصبًا للمشاريع الناشئة في الجزائر، لا سيما بفضل الشريط الساحلي الممتد لأكثر من 1600 كيلومتر.

تشمل هذه الشركات قطاعات متعددة مثل تربية الأسماك، النقل البحري، السياحة الساحلية، وتطوير التكنولوجيا البحرية.

وقد ساعد الدعم الحكومي في تسهيل حصول هذه الشركات على علامة مشروع مبتكر، وهي شهادة تشجع الشركات على استغلال الفرص الاقتصادية المتاحة وتطوير حلول مستدامة.

رغم هذه الفرص، تواجه الشركات الناشئة في الاقتصاد الأزرق عدة تحديات، مثل نقص الخبرة، صعوبة الوصول إلى التمويل، وتقييد بعض الأنشطة بالموافقات الحكومية.

إلا أن البرامج المرافقة مثل "الأكووتيك تشالنج"، التي رافقت أكثر من 45 شركة ناشئة في مجالات الصيد وتربية المائيات، تُظهر دورًا حيويًا في سد هذه الفجوات.

دور الحاضنات في دعم الشركات الناشئة

تلعب حاضنات الأعمال، مثل "إلينكو باتور"، دورًا محوريًا في مرافقة الشركات الناشئة طوال مسيرتها. 

تُقدم هذه الحاضنات الدعم التقني والاقتصادي، وتساعد الشركات على تطوير خطط أعمالها، وتوفير التدريب، وحتى الوصول إلى التمويل العام أو الخاص. 

كما تسعى إلى ربط الشركات الناشئة بمتعاملين اقتصاديين محليين ودوليين، ما يعزز فرص التوسع والتصدير.

وقد أسهمت المبادرات المشتركة، مثل التعاون مع الشركاء الإيطاليين ضمن برنامج "Startup10"، في تمكين الشركات الناشئة الجزائرية من التعرف على بيئات عمل دولية وتطبيق معايير عالمية.

الأهداف المستقبلية للاقتصاد الأزرق في الجزائر

تسعى الجزائر من خلال الاستثمار في الاقتصاد الأزرق إلى تحقيق عدة أهداف، من أبرزها:

  • تحقيق الأمن الغذائي من خلال تعزيز الصيد المستدام وتربية الأسماك.
  • تنمية السياحة الساحلية بهدف استقطاب السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي.
  • خلق فرص عمل جديدة عبر دعم الابتكار في القطاعات البحرية.
  • تقليل الاعتماد على المحروقات وتنويع الاقتصاد من خلال تطوير مشاريع بحرية مستدامة.
  • التوسع في تصدير المعرفة والتكنولوجيا بالتعاون مع دول المتوسط.

خاتمة

يُعد الاقتصاد الأزرق خيارًا استراتيجيًا للجزائر لتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستدام.

ورغم وجود تحديات تتعلق بالتنسيق بين القطاعات المعنية وتوفير التمويل، فإن الشراكات الإقليمية والمبادرات الحكومية تدفع بهذا القطاع نحو الأمام.

بدعم الحاضنات وبرامج الابتكار، تمتلك الشركات الناشئة فرصة كبيرة لتعزيز أدائها وتوسيع نشاطها، ما يجعل من الاقتصاد الأزرق ركيزة أساسية لتنمية الاقتصاد الوطني.

ويبقى مستقبل هذا المجال مرهونًا بمدى تكامل السياسات العامة وتعاون الفاعلين الاقتصاديين محليًا ودوليًا.

كلمات مفتاحية

اقتصاد أزرق، شركات ناشئة، الجزائر، استدامة، تربية الأسماك، سياحة ساحلية، حاضنات أعمال، استثمار، شراكات إقليمية، تطوير اقتصادي.

- المقالة التالية - المقالة السابقة
لايوجد تعليقات
    إضافة تعليق
    comment url